مشاركة موريتانيا في القمة الأمريكية – الإفريقية: تقدير لدور البلاد في تعزيز الأمن الإقليمي والقاري

مشاركة موريتانيا في القمة الأمريكية – الإفريقية: تقدير لدور البلاد في تعزيز الأمن الإقليمي والقاري

تنطلق يوم غد بالعاصمة الأمريكية واشنطن، فعاليات أشغال القمة الأمريكية – الإفريقية على مستوى القادة، بمشاركة فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني.

وتشكل هذه القمة، فرصة لبحث واقع علاقات التعاون بين الجانبين واستشراف آفاق هذه العلاقات بما يخدم المصالح المشتركة لدول القارة الإفريقية وللولايات المتحدة الأمريكية.

وبغض النظر عن الطابع الشمولي للقمة نظرا لمناقشتها للقضايا بشكل جماعي، فإن لكل دولة من دول القارة تحت هذا العنوان العام حساباتها الخاصة وموقعها ودورها الذي يستند لدرجة تأثيرها الإقليمي وما تتوفر عليه من إمكانيات وما يمكن أن تقدمه خاصة مجال الشراكات الاقتصادية وتعزيز المصالح المشتركة بمفهومها الواسع.

ومن هنا اكتسبت مشاركة موريتانيا أهميتها الخاصة، باعتبار دورها المحوري في محيطها الإقليمي والقاري ونظرا لحجم الموارد الاقتصادية التي تتوفر عليها وما تتمتع به من جو ديمقراطي وأمن واستقرار، بفعل الاستراتيجية الأمنية التي اعتمدتها البلاد والتي كانت مثالا يحتذى بفعل شموليتها لكونها راعت مختلف المجالات التي يمكن أن تقضي على الإرهاب والتطرف اقتصاديا واجتماعيا وأمنيا وعسكريا.

وتحظى هذه المكانة المميزة لموريتانيا، بتقدير الولايات المتحدة الأمريكية، فقد أشادت وكيلة وزارة الشؤون الخارجية الأمريكية المكلفة بالشؤون السياسية، السيدة فيكتوريا نولاند، خلال زيارتها لبلادنا شهر أكتوبر الماضي، بدور موريتانيا في مكافحة الإرهاب ومنع التطرف العنيف مما جعلها واحة للاستقرار في منطقة الساحل.

وقالت إن الولايات المتحدة الأمريكية تقدر القيادة الموريتانية نظرا للدور الحاسم الذي تلعبه في تعزيز الأمن الإقليمي في منطقة الساحل، مما يجعل بلادها تتطلع لاستمرار وتعزيز تعاونها الأمني مع موريتانيا.

ويعتبر الموقع الجغرافي المميز لموريتانيا بطول سواحلها على المحيط الأطلسي وبقربها من القارة الأوروبية، ولدورها في تعزيز ربط هذه القارة بدول غرب ووسط إفريقيا ولكونها على تماس بالقارتين الأمريكيتين الواقعتين على الطرف الآخر للمحيط الأطلسي، إحدى المرتكزات الأساسية التي تعزز دور موريتانيا المحوري إقليميا ودوليا.

يضاف إلى ذلك إمكانياتها الاقتصادية الواعدة التي جعلتها محط انظار كبريات شركات النفط والمعادن العالمية، لعقد شراكات للتنقيب عن النفط والغاز ولاستخراج المعادن الثمينة المتعددة والمتنوعة التي تتوفر عليها، في ظل وجود مناخ ملائم للاستثمار يوفر امتيازات متعددة للمستثمرين معزز بترسانة قانونية تضمن لهم حقوقهم في جو من الأمن والاستقرار تتوفر عليه البلاد قل مثيله في المنطقة.

ويعتبر التوجه العام للسياسة الموريتانية الحالية، التي تعززت بفعلها الممارسة الديمقراطية في البلد وما أصبح يتمتع به من تهدئة وتعاط إيجابي بين قطبي الموالاة والمعارضة ومناخ ملائم للتشاور بين مختلف أنواع الطيف السياسي حول مختلف القضايا المحورية للأمة، عاملا محوريا في تقديم صورة مشرفة للبلد جعلته محل تقدير دولي، بفعل سياسة متبصرة تراعي مصلحة البلد بخلق انسجام داخلي بدون إقصاء ولا تهميش منتهجة سنة التشاور تعزيزا للمسار الديمقراطي، مع صون وحماية حقوق الإنسان، وعقد الشراكات وتبادل المصالح المشتركة مع مختلف دول العالم، وتعزيز التعاون معها على أساس الاحترام والتقدير المتبادلين.

تقرير: هواري محمد محمود

نقلا عن الوكالة الموريتانية للأنباء

جاليتنا بالولايات المتحدة الأمريكية ترحب برئيس الجمهورية وتثمن ما تحقق من إنجازات

جاليتنا بالولايات المتحدة الأمريكية ترحب برئيس الجمهورية وتثمن ما تحقق من إنجازات

نظمت الجالية الموريتانية في الولايات المتحدة الأمريكية، مساء اليوم الأربعاء أمام مقر إقامة فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، في واشنطن، وقفة ترحيبية بمناسبة قدومه إلى واشنطن للمشاركة في القمة الأمريكية-الإفريقية.

و قد خرج فخامة رئيس الجمهورية من مقر إقامته إلى الشارع الواقع أمامه للسلام على ممثلي جاليتنا في هذا البلد الصديق الذين أصطفوا لتحية رئيس الجمهورية ولشكره على ما تحقق لفائدة هذه الجالية وغيرها من جالياتنا بالخارج، من إنجازات خلال السنوات الثلاث الماضية.

وحمل أعضاء الجالية اللافتات المرحبة بفخامة رئيس الجمهورية، مثمنين الإنجازات التي تحققت لصالح البلد بصفة عامة خلال الفترة الأخيرة ولصالح أفراد جالياتنا في مختلف أنحاء العالم.

وجاء في اللافتات التي حملها أعضاء الجالية تثمينهم للقرار الذي اتخذه رئيس الجمهورية المتعلق بازدواجية الجنسية، وبإتاحة الفرصة لهم لانتخاب ممثليهم في البرلمان وتمكينهم من حقهم في التصويت.

اختتام فعاليات المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم وإشادة بجهود بلادنا في محاربة الإرهاب والتطرف

اختتام فعاليات المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم وإشادة بجهود بلادنا في محاربة الإرهاب والتطرف

         

 

اختتمت يوم الخميس 10/02/2022 تحت إشراف معالي وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي السيد الداه ولد أعمر طالب بقصر المرابطين في نواكشوط فعاليات المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم المنعقد تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني من الثامن حتى العاشر من الشهر الجاري تحت شعار” بذل السلام للعالم “.
وتميزت جلسة الاختتام بحضور رئيس جمهورية النيجر السيد محمد بازوم بوصفه ضيف شرف للمؤتمر.
وعبر المجلس عن صادق شكره وجزيل ثنائه لحكومة الجمهورية الإسلامية الموريتانية علي تيسير انعقاد هذا الملتقي في أوانه ومستواه المعهود بأفضل السبل المتاحة في هذه الظروف الاستثنائية رافعين أسمي مشاعر الامتنان لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني علي رعايته الكريمة لهذا المؤتمر، ولدولة الإمارات العربية المتحدة بالشكر علي دعمها للمؤتمر ورعايتها المتواصلة له ، كما شكر المؤتمر فخامة الرئيس محمد بازوم رئيس جمهورية النيجر علي تشريفه للمؤتمر ومشاركته القيمة في أعماله وخرج المجلس في بيانه الختامي بنتائج وتوصيات هامة ، من بينها:
ـ التأكيد علي الحاجة إلي مواصلة البحث عن خطاب جديد مقنع ومقاربة متجددة تفتح الآفاق وتقترح الحلول
ـ استحداث لجنة للحوار والمصالحات والتنمية تجمع بين الحكماء والوجهاء والعلماء في كل بلد من بلدان المؤتمر.
ـ إنشاء وتنظيم قوافل السلام، خاصة في البلاد التي تعاني الحروب الأهلية، وتتكون من الأئمة والوجهاء من مختلف العرقيات.
ـ ضرورة أن يصحب هذا الجهد الفكري جهد تنموي يعمل علي مساعدة المتضررين وتشغيل العاطلين وتعزيز دور الدولة الوطنية.
ـ الإشادة بنموذج الإمارات العربية المتحدة في دعم جهود السلام والمصالحات في كل دول العالم.
ـ تأسيس جائزة إفريقيا لتعزيز السلم لتكون تشجيعا وتقديرا لمن لهم إسهامات بارزة في مجال السلم والمصالحات في القارة الإفريقية.
ـ تأسيس منصة إلكترونية تفاعلية لمتابعة التوصيات والاقتراحات وبلورة الأفكار.
ـ تأسيس مقر رئيسي للمؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم بالعاصمة نواكشوط، يعني بتعزيز السلم وبث قيم التسامح والتعايش في إفريقيا ودول الساحل.
ـ تشجيع وتكثيف لقاء القيادات الدينية بغية إبراز أن الدين يبني الجسور بين الثقافات ويحقق الأمن والاستقرار.
ـ تكوين لجان تربوية لإعداد برامج تعليمية لمكافحة أفكار التطرف والغلو.
ـ عقد شراكات بين المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم والمؤسسات الدينية والجامعية الحكومية والخاصة الإقليمية والدولية لتفعيل ومتابعة وتنفيذ مضامين إعلان نواكشوط 2020م.
ـ نشر مخرجات ومضامين هذا الملتقي عبر شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام في مختلف دول القارة وبمختلف اللغات الإفريقية.

إشادة بجهود بلادنا في محاربة الإرهاب والتطرف

-وزير الأوقاف المصري يشيد بالأهداف التي يسعى إليها المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم:

أشاد معالي وزير الأوقاف بجمهورية مصر العربية، السيد محمد مختار جمعه، بتنظيم المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم، الذي احتضنته مدينة انواكشوط. وثمن في مداخلته خلال حفل افتتاح هذا المؤتمر المضامين والأهداف التي يسعى لها هذا المؤتمر من سلام وإخاء وعدالة.
وأشار إلى أن السلام غاية إنسانية يسعي لها كل شخص، مبينا أن الدين الإسلامي دين السلام تحيته السلام ونبيه نبي الرحمة والسلام. وبين أن السلام خيار الشجعان ولا يعني الانهزام ولا الضعف، مؤكدا على ضرورة خلق الظروف المناسبة للسلام والأمن والاستقرار.

-السفير الأمريكي المتجول للحريات الدينية:

أوضح السفير الأمريكي المتجول للحريات الدينية، بوزارة الخارجية الأمريكية، سعادة السيد رشاد حسين، أن الحكومة الموريتانية استضافت سنة 2020، مؤتمرا أبهر العالم حول دور الإسلام في إفريقيا تمخضت عنه مساع نبيلة وحميدة. وأشار في مداخلته خلال افتتاح النسخة الثانية من المؤتمر الإفريقي لتعزيزالسلم، يوم الثلاثاء  08/02/2022 بالمركز الدولي للمؤتمرات (المرابطون)، إلى أن إعلان انواكشوط الذي صدر في ختام هذا المؤتمر عرض بالتفصيل مجموعة من الآليات المبتكرة والاستراتيجية لبناء السلام والقضاء على العنف في المنطقة.
وشكر السفير الأمريكي المتجول للحريات الدينية بوزارة الخارجية الأمريكية، فخامة رئيس الجمهورية، على تنظيم النسخة الثانية من هذا المؤتمر الذي يفتح فضاء آمنا ورحبا لإشراك الجميع في وضع التصورات والمقترحات المتعلقة بمحاربة الإرهاب والتطرف.
وقال إنه يثمن ويشيد بتعاون موريتانيا مع المجتمع المدني، للتصدي للتطرف العنيف والإرهاب، مشيرا إلى أن الأفكار التي أثيرت خلال المؤتمر ضرورية لتأسيس مجتمعات عادلة ومتساوية.

-ممثل الأمين العام للأمم المتحدة:

هنأ ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في غرب إفريقيا والساحل، السيد محمد صالح نظيف، موريتانيا ودولة الإمارات العربية المتحدة على تنظيم المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم، مشيرا إلى أنه مؤتمر مهم لمنطقة الساحل وللقارة الإفريقية بصفة عامة.
وأضاف في مداخلته خلال افتتاح المؤتمر، أن هذا اللقاء يعبر عن إرادة مشتركة لمحاربة الخطاب المتطرف، مطالبا الجميع وكل من موقعه بمحاربة التطرف والإرهاب.
وأشاد بالجهود الجبارة التي تم القيام بها في منطقة الساحل لإعادة السلم ومحاربة الإرهاب الذي يشكل إحدى التحديات التي يواجهها العالم.
وطالب بوضع إطار للعلماء والفقهاء في إفريقيا الغربية لتعزيز دورهم في الاستراتيجيات المتعلقة بمحاربة الإرهاب والتطرف.

نواكشوط 10/02/2022

 

موريتانيا في الذكرى الحادية والستين للعيد الوطني (بلد آمن جذاب واقتصاد واعد)

موريتانيا في الذكرى الحادية والستين للعيد الوطني (بلد آمن جذاب واقتصاد واعد)

 

الجمهورية الإسلامية الموريتانية، ذلك البلد الواقع في شمال غرب القارة الإفريقية ومن أرضها تأسست وانطلقت دولة المرابطين في القرن الحادي عشر ميلادي، وعرف عبر التاريخ الحديث تحت أسماء عدة منها “بلاد شنقيط” “بلاد المور” ولعل التسمية الأخيرة هي اشتقاق الاسم الحالي “موريتانيا” والذي اعتمدته الدولة الحديثة التي نالت استقلالها رسميا في 28 من نوفمبر 1960.

وتعتبر الجمهورية الإسلامية الموريتانية في تركيبتها الاجتماعية – الثقافية والبشرية، من الحالات النموذجية في عالمنا اليوم، للتعايش السلمي بين ثقافات متنوعة وأعراق متعددة متصالحة ومتسامحة فيما بينها، إدراكا من أبناء الوطن الواحد لمتطلبات الوحدة السياسية والعيش المشترك؛ وظل هذا النهج حاضرا في الممارسة للدولة والنخب السياسية والاجتماعية. وحرصا من فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني ومنذ توليه مقاليد السلطة إثر انتخابات رئاسية نزيهة وشفافة، على ممارسة سلطاته الرئاسية في جو من الانسجام والسكينة العامة؛ فتح أبواب مكتبه للفاعلين السياسين والاجتماعيين بهدف تحقيق إجماع وطني حول القضايا الجوهرية، وتكريسا لنهج الإجماع الوطني، بدأت قبل فترة وجيزة لقاءات تمهيدية لمشاورات جامعة وشاملة ستتناول كافة القضايا الوطنية دون استثناء.

تعتمد الدولة النظام الديمقراطي التعددي، ينتخب فيه رئيس الجمهورية وممثلو الشعب في الجمعية الوطنية والمجالس البلدية والجهوية بالاقتراع العام المباشر؛ وتحتل المرأة مكانة خاصة في كافة مراكز اتخاذ القرار، حيث يضمن لها القانون نسبة إلزامية في الترشيحات فضلا عن لائحة خاصة بالنساء، فالمرأة الموريتانية حاضرة وبقوة إلى جانب الرجل في كل الدوائر دون تمييز.

فموريتانيا كغيرها من دول العالم تتأثر بما يجري حولها من أحداث وتطورات؛ وإن كانت ظاهرة الإرهاب والتطرف والجريمة العابرة للحدود من أهم التحديات التي عرفها عالمنا اليوم فقد اتخذ البلد مبكرا الإجراءات الكفيلة بالتصدي لهذه الظواهر الدخيلة على مجتمعنا وقيمنا فوضع استراتيجية وطنية ذات أبعاد متعددة في جوانبها الأمنية – العسكرية، الاقتصادية – الاجتماعية فضلا عن مقاربة تعتمد محاورة المغرر بهم من الشباب ودمجهم في الحياة النشطة. وبفضل هذه الاستراتيجية تنعم موريتانيا اليوم بالأمن والاستقرار.

تنفرد موريتانيا بموقع جيو – استراتيجي مميز، حيث تشكل نقطة التقاء وجسر عبور بين إفريقيا شمال وجنوب الصحراء الكبرى، ومحطة على الخطوط البحرية بين الشرق الأوسط وغرب إفريقيا، كما أنها بوابة طبيعية لإفريقيا نحو أروبا وحتى القارة الأمريكية التي لا يفصلها عن شواطئها سوى المحيط الأطلسي. وقناعة من الحكومة الموريتانية بقدرة البلد على خلق نهضة اقتصادية شاملة تأخذ بعين الاعتبار المقومات المتاحة من موقع استراتيجي ووفرة في الموارد الطبيعية وتنوعها، بدأت الجهات المسؤولة بالعمل ببرنامج أولوياتي الموسع، كرؤية إستراتيجية لتنمية تأخذ بعين الاعتبار التحديات المتعلقة بتنويع الاقتصاد وبتثمين الموارد والتسيير المستدام للثروات وتعزيز النمو وخلق مزيد من فرص العمل؛ كما تضع مكانة خاصة للقطاع الخاص الذي ينظر إليه كمحرك للتنمية وعامل فعال في خلق الثروة وتوفير مراكز الشغل، وتمت مراجعة قانون الاستثمار وأدخلت تعديلات على القانون المنشئ للمنطقة الحرة في العاصمة الاقتصادية نواذيبو بغرض تحفيز فرص الاستثمار، وتمت كذلك مراجعة القانون التجاري من أجل توفير المزيد من الضمانات للمستثمرين الخصوصيين.

وتجسيدا لهذه المراجعات، تتطلع موريتانيا إلى جلب المزيد من الإستثمارات الأجنبية المباشرة في قطاعات ذات قيمة مضافة عالية، مثل:

– الطاقة التي يتوقع أن تشهد في المستقبل القريب نقلة نوعية على ضوء اكتشاف احتياطات ضخمة من الغاز والعمل على تطوير واستغلال حقل “بندا” للغاز الطبيعي في أفق 2023 والتوجه لإنتاج الهيدروجين الأخضر مصدرًا بديلاً ومستدامًا للطاقة النظيفة؛

– المعادن وتشمل الثروة المعدنية التي تزخر بها الأراضي الموريتانية (الحديد، الذهب، النحاس، الفوسفات، الجبس، الرمل، الملح، الكوارتز، الماس، الكروم، المنغنيز، الرصاص، ومجموعة عناصر البلاتين، التربة النادرة، التربة السوداء)؛

– الصيد البحري، تتميز الشواطئ الموريتانية بكونها من أغنى شواطئ العالم حيث تقدر الكميات الممكن اصطيادها دون الإخلال بالتوازنات البيولوجية للمخزون بـ1.8 مليون طن سنويا؛

– الزراعة، تقدر الأراضي الصالحة للزراعة في موريتانيا بأكثر من 500 ألف هكتار منها 140 ألف من الأراضي القابلة للري على الجانب الموريتاني من نهر السنغال؛

– الثروة الحيوانية، تقدر الثروة الحيوانية في البلاد بأكثر من 29,5مليون رأس؛

– السياحة، يمتلك البلد مؤهلات سياحية هائلة توفر فرص استثمار واعدة مثل المدن الأثرية المصنفة ضمن التراث البشري من طرف منظمة اليونسكو ( شنقيط ، وادان ، تشيت ، ولاتة) والتي تشهد مهرجانات سنوية أضحت محجاً لعدد كبير من السياح، وواحات النخيل في ولايات “آدرار” و “تكانت” و “لعصابة”، علاوة على الساحل الأطلسي النقي والنظيف، ومناخه اللطيف، ومناظره الخلابة ومحمياته الطبيعية (الرأس الأبيض، حوض آرغين ودياولينغ)، وتضم حظيرة حوض “آرغين” أرخبيلا من الجزر على ساحل المحيط الأطلسي.

عملا على تعزيز الروابط الأخوية القائمة بين موريتانيا وأندونيسيا وضمن رؤية استشرافية، بادرت موريتانيا في سنة 2019 بافتتاح سفارة في جاكرتا لتوثيق علاقات التعاون الثنائي بين بلدين شقيقين تجمعهما خصائص وقيم مشتركة، ينشطان في منظمة التعاون الإسلامي وحركة عدم الانحياز، بالإضافة إلى العديد من المنظمات الدولية الأخرى.

جاكرتا 27/11/202

السفير / الحسين سيدي عبد الله الديه

 

 

 

 

دبلوماسية التأثير من أجل رؤية أفضل

دبلوماسية التأثير من أجل رؤية أفضل

من خلال مشاركتها اللافتة في معرض إكسبو دبي 2020 الذي افتتح اليوم، تؤكد موريتانيا إرادتها في أن تكون حاضرة بقوة في أبرز المحافل على الساحتين الإقليمية والدولية، وأن تعزز ظهورها عالميا وأن تنخرط بشكل فعال في الديناميكيات الكبرى لبناء شبكات التبادل والشراكات المستقبلية. ولذلك الغرض، فإنها تعبئ الدبلوماسية السياسية والتجارية والثقافية من خلال تضافر جهود شبكة واسعة من الفاعلين في القطاعين العام والخاص للتعريف بموريتانيا ماضيا وتلك التي يجري بناؤها، قصد تثمين تراثها التاريخي وقيمها التأسيسية، ولاستعادة مكانتها كملتقى طرق للتبادلات الإنسانية والثقافية والتجارية وكذا سالف إشعاعها وألقها.
وتشكل الدبلوماسية المؤثرة هذه، قطيعة كاملة مع سياسة الكرسي والجناح الشاغرين. وهكذا تركت الدبلوماسية الناعمة، والإجراءات المخملية، والاتصالات السرية مكانها حاليًا لمقاربات أكثر تكاملاً.
كما اتسع المجال الكلاسيكي للدبلوماسية ليشمل جميع القطاعات، خاصة منها الثقافة، والفنون والتجارة والرياضة. وفي هذا الاتجاه يجب من الآن فصاعدا أن تتضافر الجهود حتى نتمكن من اللحاق بركب الأمم.
وبدل الانزواء والانطواء، أصبح من الملح الانخراط بشكل عميق في نسيج التبادلات الدولية، والالتحاق بقاطرة الاقتصاد العالمي، وتنويع الشراكات، والاستفادة من تجربة وخبرة الآخرين، وامتلاك ناصية المعرفة والتحكم في المعايير: لقد أصبح من اللازم أكثر من أي وقت مضى استثمار جميع الفضاءات لغزو أسواق جديدة، وتوقع تطورها، وتكثيف الشراكات، والمشاركة بحزم في ديناميكية التنافسية الاقتصادية والتجارية، وهو شرط لا غنى عنه لتحسين قدرات قطاعاتنا الاقتصادية وتمكينها من ترك بصمة تنموية متناغمة ومستدامة، بما يتناسب مع المقدرات التنموية التي تزخر بها، والآمال المعلقة عليها والطموحات التي تثار لدى الفاعلين الاقتصاديين.
ومن خلال اتخاذ مقياس الاهتمام بالمشاركة النوعية في المعارض، وإصلاح مهرجان المدن القديمة، الذي سيعرف شكلا ومحتوى محليا جديدين، تعتزم السلطات العمومية الاستفادة على الوجه الأفضل من هذه الفضاءات لتعزيز نقاط القوة والمزايا التي يتيحها البلد، واغتنام جميع الفرص وتثمين كل المقدرات. وللقيام بذلك، فإن لدينا العديد من الوسائل: إرادة سياسية قوية، ومناخ أعمال ملائم، ونظام ضريبي تحفيزي، وجيل من رواد الأعمال الديناميكيين والمنفتحين على الحداثة، وموارد طبيعية متنوعة وإمكانات اقتصادية لا حصر لها. ينضاف إلى ذلك وجود إطار قانوني واضح ومواتٍ، ومشاركة قوية للقطاعين العام والخاص، وتوافر السوق المالية، وقبل هذا وذاك الحكامة السياسية والاقتصادية الجيدة.
كما أننا نتميز بموقعنا الاستراتيجي على ملتقى الطرق بين مجموعتين اقتصاديتين مهمتين هما اتحاد المغرب العربي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا؛ موقع تعززه الاتفاقيات والمعاهدات التي تربط البلاد بمنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية وكذا الشراكة الاقتصادية مع الاتحاد الأوروبي.
وهذه كلها مزايا تساعد على تحسين القدرة التنافسية لشركاتنا، وزيادة قدرتها على التوسع وتقوية مكانتنا كوجهة آمنة للاستثمارات. هذه بالذات هي القاعدة الصلبة لدبلوماسية التأثير الفعالة من أجل رؤية أفضل للبلد وتقدير أكبر لإمكانياته. وسيكون معرض إكسبو 2020 دبي دون شك خير دليل على ذلك!

انواكشوط,  01/10/2021
الشعب

حوض آرغين في موريتانيا.. جنة الطيور والأسماك

حوض آرغين في موريتانيا.. جنة الطيور والأسماك

حوض آرغين في موريتانيا.. جنة الطيور والأسماك

على بعد حوالي 200 كلم إلى الشمال من العاصمة الموريتانية نواكشوط، تقع محمية حوض آرغين، التي تصنفها اليونسكو منذ عام 1989 ضمن التراث الطبيعي العالمي. وعلى طول 180 كلم من الجنوب إلى الشمال، تمتد المحمية على شاطئ المحيط الأطلسي من رأس تيميريس بمركز نوامغار إلى خليج الكلب، حيث جزيرة تيدرة، قبلة ملايين الطيور المهاجرة من شتى أصقاع العالم.
محمية وطنية واهتمام دولي
أنشئت محمية حوض آرغين عام 1976، مع تزايد وعي الموريتانيين بأهمية المنطقة وفرادتها وضرورة الحفاظ على تنوعها البيئي.
وقد لعب كل من العالمين الفرنسي تيودور مونو والسويسري لوك هوفمان دورا بارزا في لفت انتباه الحكومة الموريتانية آنذاك إلى أهمية إنشاء المحمية.
وقد صنفت المحمية ضمن المناطق الرطبة ذات الأهمية العالمة ضمن اتفاقية رامسار عام 1982، قبل أن تدرجها اليونسكو بعد ذلك بسبع سنوات ضمن التراث العالمي الذي تجب المحافظة عليه؛ و “هذا يعطيها أهمية كبيرة وقيمة استثنائية.. فهي من أكبر المناطق المصنفة ضمن التراث العالمي في إفريقيا والعالم العربي” يقول منَّا محمد صالح المستشار المكلف بالاتصال بمحمية حوض آرغين، متحدثا لموقع “سكاي نيوز عربية”.
مع بداية القرن الحالي صدر القانون رقم 2000/024 المنظم لسير العمل في المحمية. ويرى منا محمد صالح أنها من المحميات القلائل، إن لم تكن الوحيدة في العالم، التي تسير بموجب قانون. ويوضح أن هذا القانون “حدد مهمتين أساسيتين للمحمية هما التنمية المستديمة، ثم حماية التنوع البيولوجي في منطقة آرغين”.
سمك وفير وطيور نادرة
بسبب التيارات البحرية، توفر منطقة حوض آرغين جوا ملائما لتكاثر أنواع كثيرة من الأسماك المهاجرة، وترافق هذه الهجرة تحت الماء، هجرة في الجو لمئات الأنواع من الطيور، التي تتميز بها جزر وقرى حوض آرغين.
ويتحدث المستشار الإعلامي للمحمية عن أكثر من مئتي نوع من الطيور ومن الأسماك في المحمية. “أعداد الطيور تختلف من فصل لآخر لأنها في حالة هجرة دائمة.. هناك أكثر من 200 نوع من الطيور تصل أعدادها أحيانا إلى مليونين ونصف مليون طائر، من بينها أنواع نادرة..”
وبخصوص وفرة السمك يوضح صالح: “ما بين 23 و30% من الأسماك في البلد، أي ثلث الثروة السمكية في موريتانيا، يتكاثر ويبيض هنا ثم يفقس البيض وتهاجر الأسماك إلى المناطق الأخرى لتعود من جديد في موسم التزاوج”.
إيمراغن.. الصيادون المحليون
منذ إنشاء محمية حوض آرغين أصبحت الإقامة فيها وممارسة الصيد مقصورة على السكان الأصليين للمنطقة المعروفين بإيمراغن والموزعين على تسع قرى شاطئية، إحداها جزيرة تيدرة.. الجزيرة الوحيدة المأهولة بالسكان في حوض آرغين.. و(آمريغ) كلمة بربرية تعني الصياد.
ولا يسمح في المحمية باستخدام القوارب ذات المحركات تفاديا لإزعاج الطيور بل يقتصر الإبحار على القوارب الشراعية، التي كان يستخدمها الإيمراغن منذ قرون.
سياحة وبحث علمي
تجتذب محمية حوض آرغين أعدادا كبيرة من السياح أغلبهم يأتي من أوروبا. “منطقة آرغين معروفة لدى الأجانب أكثر من أبناء البلد. وهناك مخيم سياحي ينظمه إيمراغن في منطقة آركيس، يجذب عشاق الطيور المتوفرة بكثرة”. يقول منا محمد صالح لموقع “سكاي نيوز عربية”.
ويضيف موضحا: “النوع المفضل لدى إدارة المحمية هو السياحة النموذجية، التي تكون بهدف البحث العلمي”.
وتوفر محمية حوض آرغين مجالا خصبا للبحث العلمي نظرا للتنوع البيولوجي، وتربطها عدة اتفاقيات مع مؤسسات وطنية مثل المعهد الموريتاني لبحوث المحيطات، والمدرسة العليا للتعليم، والمدرسة الوطنية للإدارة والقضاء والصحافة، وغيرها من المؤسسات البحثية.
12 يوليو 2021
نقلا عن/ سكاي نيوز عربية
سيدي محمد ولد تتاه

نقلاً عن سكاي نيوز