احتضن قصر برونغنيار بالعاصمة الفرنسية باريس يومي 22 و23 يونيو الجاري، أشغال القمة الدولية تحت شعار “من أجل ميثاق مالي عالمي جديد”، بحضور فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني وبمشاركة خمسين من رؤساء الدول والحكومات، ومسئولي كبرى المنظمات الدولية وممثلي المؤسسات المالية العالمية والقطاع الخاص والمجتمع المدني.

وتناول لقاء القمة، التي دعا إليها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال السنة الماضية، صياغة ميثاق مالي عالمي جديد، تتعلق بالتمويل والمناخ والفقر والمديونية، والموافقة على التزامات جديدة لا سيما الضريبة على النقل البحري، والتي يعتبرها معظم المنظمات غير الحكومية والباحثين “الحد الأدنى لاستعادة الحوار في جو من الثقة مع الجنوب”.

ووفقًا لمنظمة “أوكس فام” غير الحكومية، فإن 93% من البلدان الأكثر عرضة للكوارث المناخية تعيش حالة من المديونية الزائدة، فالبلدان التي تمر بأزمة – على سبيل المثال – لم تعد قادرة على الاستثمار في الخدمات العامة أو مكافحة تغير المناخ.

وحظيت هذه القمة باهتمام ودعم كبيرين من فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي أكد أن إلغاء الديون الافريقية هو الحل الأمثل، وليس تجميد سداد الديون الذي يمكن اعتباره تأجيلا للأزمات. كما دعا دول العالم أجمع إلى تعاون مثمر وشامل من أجل الوصول إلى حلول مناسبة لتسريع انتقال طاقوي آمن وسلس في القارة الإفريقية.

وكان فخامة رئيس الجمهورية قد شهد الافتتاح الرسمي للقمة صباح الخميس 22 يونيو، واستقبل لدى وصوله قصر برونغنيار بباريس من قبل وزيرة الخارجية الفرنسية والشؤون الأوروبية السيدة كاترين كولونا.

خلال مائدة مستديرة رئاسية بالقمة… رئيس الجمهورية يدعو إلى الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر لضمان التنمية المستدامة

شارك فخامة رئيس الجمهورية مساء الخميس 22 يونيو 2023 في أشغال المائدة المستديرة الرئاسية حول “التحالف من أجل البنية التحتية الخضراء في إفريقيا”. وتحدث فخامته، خلال المائدة، عن وضعية موريتانيا فيما يخص البنية التحتية الخضراء، والتزامها بالتحول في مجال الطاقة اعتمادا على ما تتوفر عليه من إمكانيات كبيرة في هذا المجال.

وقال في هذا الإطار: “لقد قمنا بزيادة حصة الطاقات المتجددة في مزيج طاقتنا من 18% في عام 2015 إلى 34% في عام 2020، ونعمل على بلوغ 50% في عام 2030م، بالإضافة إلى استفادة موريتانيا من إمكاناتها الهائلة من الطاقات المتجددة (طاقة الرياح والطاقة الشمسية)، والتي قد يصل استغلالها بحلول عام 2050 إلى 4000 جيجاوات، مع التركيز على تطوير مشاريع كبرى للهيدروجين الأخضر”.

وأوضح أن تطوير الهيدروجين الأخضر على نطاق واسع سيضع موريتانيا على مسار التصنيع السريع من خلال ضمان التحول المحلي لمواردنا الهائلة من الحديد إلى صلب أخضر، ومن خلال تسريع النفاذ الشامل لمواطنينا إلى طاقة نظيفة ومنخفضة التكلفة.

وأكد أن احتياجات البنية التحتية مثل الموانئ والطرق والسكك الحديدية وشبكات الكهرباء وغيرها، ضرورية للسماح لموريتانيا بالاستفادة الكاملة من إمكاناتها الهيدروجينية الخضراء الهائلة، مشيرا إلى أن هذا هو المكان المناسب الذي يمكن أن يساهم فيه التحالف من أجل البنية التحتية الخضراء في إفريقيا ويلعب دورا حيويا فيه.

وقال إنه يتوقع من هذا التحالف مشاركة فاعلة في تمويل مشاريع الهيدروجين الأخضر في موريتانيا ودعم البلاد بشكل فعال من حيث بناء القدرات.

وكان فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، قد وصل مساء الثلاثاء 20 يونيو 2023 إلى مطار شارل ديكول بالعاصمة الفرنسية باريس، للمشاركة في القمة، حيث كان في استقبال فخامته لدى نزوله من سلم الطائرة سعادة السفير أحمد ولد باهيه، سفيرنا المعتمد في فرنسا، وسعادة السفيرة مولاتي بنت المختار، المندوبة الدائمة لبلادنا المعتمدة لدى منظمة اليونسكو، إضافة إلى طاقمي البعثتين في باريس.

ورافق فخامة رئيس الجمهورية في هذه القمة وفد هام ضم كلا من السادة:

الدكتورة مريم فاضل الداه، السيدة الأولى؛

محمد سالم ولد مرزوك، وزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج؛

أوسمان مامودو كان، وزير الشؤون الاقتصادية وترقية القطاعات الإنتاجية؛

إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مدير ديوان رئيس الجمهورية؛

أحمد ولد باهية، سفير بلادنا في باريس؛

أحمد ولد باهيني، مكلف بمهمة برئاسة الجمهورية؛

الحسين ولد الناجي، مستشار برئاسة الجمهورية؛

الحسن ولد أحمد، المدير العام لتشريفات الدولة.